موضوع: نهر العزاب(مروة دياب) الأحد مايو 25, 2008 9:19 am
[size=25] نهر العذاب
[size=21]مروة دياب - مصر
أبكي و مـا من سـامعٍ لبـكائي أو منـصـتٍ لشكـايتي و عنائي أو مشفقٍ و الجسـم بــات كأنه مُتَـجَـمـَّـعُ الأرزاء و الأدْواءِ ماذا وجـدتُ عـدا بديلاً محـرقًا عن مهجتي عن غربتي الـسوداءِ؟ منـفىً بأرضٍ أسْتَطـيبُ بعـشقها منـفىً بلا قمـرٍ و لا أضـواءِ! اعتـدت أن أبقى وحيـدًا باكيًا أو شاكـيًا أو عاشِـقًـا للـداءِ دائي عظــيمٌ و الـدواء مُحَـرَّمٌ و بلاء سـقمي قد برى أعضائي يَرْفَضُّ في جسـدي و ينْخُرُ ما بقى من هيـكلي المُتهـالك الأجـزاءِ و خناجر الشـوق اللعين تمـددت في أضلعي..واسـتعذبت إِدْمـائي ألمٌ على ألـم الفِــراق و عَـبْرَةٌ تضني الفـؤاد و تسْتَلِذُّ عـنـائي نارٌ على النـيران توقـد من دمي و تهيج في روحي و في أحشـائي عـودي لقد أضوى الفـُؤادَ تَغَرُّبي عن أعيـنٍ أنـوارهـنَّ غـذائي عـودي فأنت صـديقتي و حبيبتي و سراج قـافيتي و روح إبـائي لو أبصروا الأشواق تنهش في الجوى لَـدَرَوْا بأن المُسْتَـحيل شفـائي ما الـداءُ إلا أنت يا ألـق الدنـا و الآه أنـت و أنـت خير دواءِ في سحـرك القَـمَـريِّ إنّي ذائبٌ و مُتَيَّـمٌ بعبـــيرك الوَضّـاءِ و مُسَـهَّدٌ أنّى ذكرتـك مُتْعـَبٌ مُتـَوَجِّـعٌ مُتَـلـَهِّفٌ للـقـاءِ روحي تَرَنَّـحُ في هـواك و لم تزلْ في القلب تهصر مـهجتي أدوائي لو طَبَّبـوا قلـبي بـذكرِ حبـيبتي ما ازدادتِ الأوجـاعُ غير نَمـاءِ ما للصبـابـة مـن دواءٍ نافـعٍ إلا المنيَّـة و هي خـيرُ رجــاءِ لو كـان داءً واحـدًا لقـهـرته لكـن حُبَّـكِ معـقـلُ الأدواءِ في غربتـين..يُحَـدُّ عمـرٌ ضائعٌ و تـذوب أفئِــدةٌ بغير لقـاءِ في غربتين تضيـع أحـلامٌ و تكـ بُرُ قصَّـةُ الأوهـام في أحشـائي ما في الكنـانة للـفـؤاد حبـيبةٌ تُطْفي لهيب عـواطفي الهـوجاءِ ما في الكنـانة غير نار صـبابـةٍ و سماء أوجـاعٍ و أرض جفـاءِ غَنَّتْ علـى وَتَري المـآسي كلها حتى تقـطـَّعَ من أنـين غنـائي و تراقـصت في مقلتيَّ مواجـعي غرقـانـة في صـبوة الشعـراءِ لملمت كل مواجعي و هربت من شوقي و آثرت العـذاب لـوائي فوجدت في أرض الكنانة موعدي مع كـل نـارٍ مَزَّقت أشـلائي و شـواطِئٍ جَرَّت إليَّ مـواجعي و جـلامـدٍ أشْفَـقْنَ من إعيائي يا للغريب إذا رمَتْـٌه يَـدُ النّوى تسقيه من كأس الردى السـوداءِ تنفيه من قلـب الحـبيب لموطنٍ مـا فيه غير تغـرُّبٍ و شـقاءِ لم أسألِ الكـونَ المُحالَ و إنَّما سـاءلت دمعي أن يرد بكـائي و يُطَبِّبَ القلب المعَذَّبَ بعدمـا أفنـيت بحثًا عنك كـل دمـائي أما الكنانـة فهْي جـنة عاشقٍ تسمو على الأوصـافِ و الأسماءِ لكنهـا نهر العـذاب لمـهـجتي سجنٌ..يُذَكِّـرني الحبـيبَ النّائي إني أتيتـكِ و الفــؤاد متـيَّمٌ بِيَدٍ تكـون من العيـاء شفـائي ومددت جسر الود كي أطأ الثرى متبسِّـمًا.. من بعد طـول بكائي و حملت رسمك بعد رسـم حبيبتي و جعـلت للقـلب الكريم ولائي أَوَ أستجـير بموطني من غـربتي فتكون نـار المبعَـدين جـزائي؟! يا مصـر إني قد أتيـتك راعفـًا ضمّي فـؤادي.. لملمي أشـلائي إني قضيت مدى الزمـان مُعَذَّبًا بـين الأسى و مـرارة الغـرباءِ بحثًا عن القلب الذي منه ارتوت روحي،و سالت من دمـاه دمائي بين الحـنـين لموطـنٍ لم يـأْوِني و حبيبةٍِ أعْطـت بكـلِّ وفـاءِ ذاك العـذاب بصبوتي و تَغَـرُّبي فالحـب يبقى مِـلَّةَ الضعـفـاءِ